دموع النبي وألمه صلى الله عليه و سلم

أن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا اٍله اٍلا الله محمد رسول الله.
عندما ذهب النبي صلى الله عليه و سلم اٍلى الطائف و أهانوه و ضربوه بالحجارة بأبي هو و أمي وسال دمه الشريف ذهب يجري اٍلى أن وصل اٍلى شجرة و جلس تحتها و جعل يدعو بهذا الدعاء و هو يبكي و في غاية الحزن "اللهم اٍليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس ،يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين و أنت ربي اٍلى من تكلني اٍلى بعيد يتجهمني ،أو اٍلى عدو ملكته أمري .اٍن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ،ولكن عافيتك أوسع لي .أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الأخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك لك العتبة حتى ترضى و لا حول و لا قوة اٍلى بالله "
طال تحديق بني عتبة فيه و هما (عتبة و شيبة ابني ربيعة )فتحركت نفساهما رحمة له و اٍشفاقا من سوء ما لقي ،وبعثا غلامهما عداسا النصراني بقطف من عنب الحائط فلما وضع محمد يده فيه قال :باسم الله ،ثم أكل .و نظر عداس دهشا و قال:هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد .فسأله محمد عن بلده و دينه.فلما علم أنه نصراني بنينوى قال له:أمن قرية الرجل الصالح يونس ابن متى ،فسأله عداس: و ما يدريك ما يونس ابن متى؟قال محمد: ذاك أخي كان نبيا و أنا نبي.فأكب عداس على محمد يقبل رأسه و يديه و قدميه.وعجب ابنا ربيعة لما رأيا و اٍن لم يصرفهما ذلك عن دينهما و لم يمنعهما من التحدث اٍلى عداس حين عاد اٍليهما يقولان :يا عداس لا يصرفنك هذا الرجل عن دينك فهو خير من دينه.
أترى أخي و أختي في الله من اصرار النبي على الدعوة حتى في أحنك الظروف رغم ألمه و دموعه اٍلا أنه أصر على نصرة دينه تخيل أخي و أختي أن هذه الدموع تكون لك يوم القيامة و النبي يرى الكثير من أمته التي ضحى من أجلها و عانا ليرى نور الاٍسلام يشع في بقاع الأرض و كلمة لا اٍله اٍلا الله في أعلى عليين .فلأن و بعد كل هذا المجد العظيم الذي كنا فيه و ارتفاع راية الاٍسلام نرى أناسا لا يبالون بهذه الدموع و لا بهذه الدما ء التي خضبت و جهه الكريم و كل بقعة من جسده الكريم ،يا ترى كيف سيكون موقف النبي منا الأن وهو يرى كل هذا كيف سيكون حاله صلى الله عليه و سلم و هو يرى عدم اكتراث من بعض الشباب الذين لهتهم الدنيا و نسوا تضحياته صلى الله عليه و سلم هل سيكون مسرورا لما يرى أم سيتحسر على شباب هذه الأمة الذين قال فيهم:"اشتقت لاخواني قال الصحابة أوليس اٍخوانك يا رسول الله .قال أنتم أصحابي اٍخواني الذين امنوا بي و لم يروني "أو كما قال .هل مازلت تشتاق لنا يا رسول الله أم تتحسر الأن لما تراه من عزوف عن هذا الدين من بعضهم.
لذا فليسأل كل واحد منا ماذا قدم لهذا الدين .ماذا بدل لنصرته.تذكر و لو شيئا يسيرا فعلته بكل اٍخلاص و تذكر أن الله لا يغفل عن شيء و لو كان بسيطا فهو باٍذن الله في ميزان حسناتك يوم القيامة اٍذا أخلصت النية لله قال الله تعالى(اٍن الله لا يظلم مثقال ذرة و اٍن تكن حسنة يضاعفها و يوتي من لدنه أجرا عظيما)
اللهم اهدي شباب و شبات المسلمين و اجعلهم على الطريق المستقيم
اللهم احشرنا غير خزايا و لا مفتونون
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا و دنيانا التي فيها معاشنا و اخرتنا التي اٍليها معادنا
و اجعل اخر كلامنا في الدنيا لا اٍله اٍلا الله محمد رسول الله
اللهم امييييييين